’خواطر وعبارات’
ليل مشتت يلم شظايا الأفكار، توتر يكسر هدوء النفس، قلق يتآكل الروح، وهلع يجهل وجهته. لا أعرف إلى أين أمضي أو كيف أهرب من نفسي، وكأنني ضائع بين أروقة داخلي.
في هذا العالم، مطلبنا البسيط والمتواضع جدًا هو أن يُترك لنا حق اختيار تفاصيل حياتنا بعيدًا عن تدخل الآخرين.
الحياة ليست طريقًا معبّدًا؛ هي قاسية، والحقائق تظل شاخصة أمامنا لا تقبل التزوير. أما الطريق إلى الأحلام البعيدة، فهو غالبًا مهدد بالإخفاق قبل بدايته.
لم أعد أنتظر شيئًا، وهذا وحده يعكس تفاهة فكرة أن نتمسك بحلم الانتظار. يكفي أن يعيش الإنسان حياته دون أن يخون ذاته.
الوقت الذي تقضيه مع الآخر لا يستقطع فقط جزءًا منك، بل يأخذ من سلامك وأمانك. فحين تمنح أحدهم وقتك، تهديهم بخفة جزءًا من روحك.
ما يؤلم القلب ليس فقدان شخص غير مستحق، بل إنني أهدرت نفسي الأفضل على من لم يستحق حتى الالتفات لوجوده حولي.
أعمق خساراتي كانت تلك اللحظة التي شعرت فيها بزوال صفاء الأماكن التي حملت الأمان يومًا ما. لا شيء أخطر من أن تفقد مأواك النفسي.
ربما ستدرك يومًا ما أنني رغم شكاياتي منك، لم أعرف مكانًا يلج إليه قلبي بأمان أكثر من الطريق الذي يؤدي نحوك.
لأول مرة، أشعر بأن الغربة ليست فقط تجاه الأماكن، بل تجاه مشاعري ذاتها. قلبي الآن فارغ، بلا نبض أو إحساس.
منذ بداية رحلتنا، رأيت الفجوات واضحة في قاربك، ومع ذلك راهنت على أن الحب يمكنه ملء الثقوب وصنع المعجزات. لكنني كنت واهمًا.
ثمة شعلة انطفأت بداخلي دون أن أعي متى أو كيف. انعكست خسارتها على وجهي فأصبحت باردًا ومستنزفًا بالخوف والحزن.
في مسار الحياة، يبدو أننا التهمنا أنفسنا واحدًا تلو الآخر كالأشجار في نار لا ترحم. واصلنا السير مثقلين بالفراغ والانفجار المتأخر.
أدركت أخيرًا أن أثمن ما قد يملكه الإنسان هو الاستقرار النفسي والعاطفي. لا أكثر، ولا أقل.
رغم هدأة كل شيء حولي، يبقى إحساسي بالخسارة حاضرًا بقوة. أحن لتلك اللحظات وأعاني عبء ألم يسكن القلب دون منفى أو مهرب.
كانت دموعها ليلًا صيحة مكتومة تحاول بها غسل أحزانها في عالم مفعم بالخيبات المتراكمة. لكنها لم تجد الخلاص قط.
مرهق أن تدرك فجأة أنك في المكان الخطأ، اليوم الخطأ، ومع الشخص الخطأ. الشعور بالتيه لا ينفك يدمرك من الداخل.
ذاك الإحساس القديم الذي تشاركناه لوقت طويل كان ملاذًا غامضًا، ولكننا في النهاية تخاذلنا عنه من شدة التعب والإنهاك.
ما زلت أتساءل: ماذا ستكون ملامح نهايتي؟ هل هناك مساحة للسعادة؟ أنا الذي قضيت حياتي كلها تحت ظل خيبة أمل متجددة.
أعيش حصارًا خفيًا لا أعرف طريق الهروب منه. أتمنى من أعماقي أن ينتهي كل شيء فورًا، لكن الغريب أني لست سعيدًا أيضًا.
أن تعيش الخذلان في صمت مؤلم هو أصعب المشاعر؛ أن ترسم ابتسامة رغم انكساراتك، وكأنها محاولة بائسة لكسر دائرة الانهيار المستمرة.
إلى من لم يشعر بي يومًا، سامحتك ليس لأنك تستحق، بل لأنني أبحث عن السلام الداخلي بعيدًا عن غضب لا يفيدني.
أحببتك بعمق استنزف كل ما في داخلي من ألم، حتى بات وجعي أخف وكأن ما تحمّلته معك قد حمل عني عبئه.
لم أعد أنتظر شيئًا من أحد، ولم يعد الغياب يترك أثره في قلبي. ومن خذلني مرة، لن أمنحه فرصة أخرى لإعادة الكرّة.
تفهمت بمرور الوقت أن أقرب الناس إلينا هم أحيانًا من يحملون أدوات الجرح، فالمخرج ليس بعيدًا، بل فيمن ظننتهم أمانًا وسندًا.
واحد من أصعب الدروس التي نتعلمها هو أن ليس الجميع يتمنى لنا الخير، ولا الجميع يريدنا أن نسير بخطى ثابتة.
تمر بنا أحيانًا لحظات جراح عميقة وأحزان غامضة نحاول فك شيفرتها دون جدوى، فتتركنا أمام أسئلة بلا أجوبة.
ابتسامتي لا تظهر إلا عندما أراكِ. وحدكِ من تزرعين البهجة داخلي بلا أدنى جهد أو كلام.
ابقَ في روحي صاعقةً ونورًا يضيء جوانبي، مهما كثرت لحظات الغياب الممتزجة بالألم والأمل.
بالنسبة لي، أنت لست شخصًا عاديًا في حياتي. بالقرب منك ينتهي الزمن ويبدأ السلام.
كان قلبك دومًا مملكتي الخاصة، المكان الآمن الذي لا يقارن، ولا يمكن لأحد أن يحتل مكانك مهما حدث.
