خواطر راقيــــه

خواطر راقيـــة




حين تنكسر، لن تكون العون إلا نفسك، وحين تنهزم، لن ترفعك سوى إرادتك. تلك القوة الكامنة في أعماقك التي تنقذك من قاع اليأس وتعيدك واقفًا بثبات هي ملكٌ لك وحدك.


الأماكن التي تنتمي إليها لا تحتاج إلى اقتحامها بالقوة؛ ستجدها دائمًا مفتوحة تنتظرك بحفاوة. فلا تؤذِ نفسك بمحاولات الدخول إلى أبواب مغلقة ليست لك ولا تخصك.


مضت السنوات وأنا أبحث، في حين يعاندني الخوف بأن قلبك قد محى ذكرياتي. وخلال الأيام والليالي، أجد نفسي أعدُّ اللحظات وأحصي الثواني علّها تعيدني إلى حضنك.


من يفرح لفرح الآخرين ينال من الله سعادةً تجعل القلوب من حوله تتحرك لأجله، لأن العطاء مُضاعف عند من يُحسن النوايا.


إذا أردت أن تعرف من عاش في قلبك، انظر لمن يجعل حياتك مفعمة بالجمال والامتنان، رغم ثقل الصعاب وقسوة الأيام.


لأنني أحببتك، أعطيت قصائدي الحياة وزرعت الحب بين السطور كما يزرع الخير إمكانياتٍ جديدة في كل أرض. وهبتُ صمتي للأماكن الفارغة وكأنها تنتظر لقاء بين نظراتٍ تحمل الرجاء.


لك نصيبٌ ثابت في روحي. جزءٌ منك يسكن أحلامي، أيامي، أنفاسي، وحتى دقات قلبي حين تنبض باسمك، وتجعل وجودك لحناً يتردد في داخلي بلا توقف.


مكانك محفوظ في قلبي ومكانتك لم تتزحزح مهما طالت السنين. لم أفقد يومًا قيمة التقدير، ولم أكن ممن يغفل عن الرفقة إذا مر بديلٌ عابر.


حين طلبني قلبك، كانت إجابتي: "أنتِ لي الروح التي أملكها." لتكن مودتنا نورًا يضيء أيامنا ويغمر حياتنا بالسعادة والسكينة.


قلبي كما طائر حبيس جناحيه وهمه الأمل، كل نبضة منه تروي حكاية مليئة بالألم الممزوج برجعة الحياة. يطرح صوته وسط سكون المساء، يطرق أبواب الروح دون هوادة بحثًا عن مغزى أعمق.


هل أخبرتك يومًا أنك النصف الذي يُكملني؟ أنك معبري إلى الفرح ومفتاح اتزان حياتي؟ أنك تكوينٌ مشترك بين عقلي وقلبي وحتى الحياة ذاتها؟


العلاقات القائمة على الحب وحده لا تكفي. الأمان والثقة هما الأساس؛ ضمان بعدم الغدر أو تقلّب المزاج أو التهديد بالرحيل هو الذي يخلق الاستقرار. حيث يوجد الطمأنينة تكون العلاقة بأوج قوتها.


أنتِ الروح التي تنفخ الحياة في كلماتي، تحيل عباراتي إلى قصائد زاهية بألوان الزهور. كيفما وصفتُك، تجد حروفي نبضاتها الحقيقية وكأن قلبي يغني منك كل ذرة وجود... لأنك الجذور التي تُثبّت الروح في القلب.


الناس مختلفون، ولكل فرد ما يناسبه وفقًا لما ينسجم مع مستواه وتطلعاته. ليس من العيب أن يكون شخص ما أعلى أو أقل توافقًا معك على مستوى الروح، لكن المشكلة تكمن في غياب الانسجام المطلوب بين العوالم المختلفة.


يمتلك القدرة ليكون الرفيق والدليل في كل الطرق الملتوية، ليشاركك أجمل أيامك وأصعب لياليك، لكنه ببساطة اختار ألا يفعل ذلك. لذا، لا تضيّع الفرص على ما لا يستحق، ولا تختلق الأعذار لأشياء لا تعود بالنفع.


إذا كان الحب هو ذاك الشعور الذي يجعلك تشتاق لرؤية شخص دون انقطاع، ويجعل الآخرين في الكون يختفون بوجوده، فلا شك أنني مدمن عليك جنونيًا بلا مفر.


ما زال صوتك يحيا عميقًا داخل مسامعي، والشوق يجثم على صدري حتى يكاد يفتته. يا شوق، كفاك عنادًا في ألمي. أما آن لك أن تشفق بقليل من رحمتك؟


أقسم بكل ما في حياتي من معنى، بكل أثر في صوتي ونظرتي، أنك عشقي الذي لا يخمد وهمسي الذي يبقى آخر إيقاع يدق مع قلبي.


تلك لحظة وعي صافية تتسلل للنفس. من يفهم أثرها لا يمكنه وصفها بالكلمات مهما حاول، ومن يفتقد هذا الشعور يصعب عليه فهم أسرارها الباطنية.


المواقف وحدها تبقى الحجة الأصدق؛ تتحدى وتشكيك، تبني وتهدم، تُثبِت وتنفي. هي ميزان الحقائق الذي لا يكذب.


كم مرة امتدت الفرص الثانية لتقتلنا، بينما كان يجب علينا ببساطة أن نغلق الأبواب منذ البداية دون تردد!


اعتدنا أن نكتفي بجملة "أنا بخير"، متوقفين عن الإفصاح عن أوجاعنا، ومعلمين أنفسنا فن الصمت وتزييف المشاعر. لنبدو على السطح بخير، بعيدين كل البعد عن حقيقتنا الداخلية.


إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال